الريح تعرف اسمي
تتبدَّل الأزمان وتتباعد الأمكنة، وتظلّ معاناةُ ضحايا الحروبِ والأزمات الإنسانية واحدة: فهذا صامويل يغادر النمسا هربًا من قبضة النازية قبَيْل اندلاع الحرب العالمية الثانية؛ وهذه ليتيسيا تعبر النهرَ مُتشبِّثةً بعنقِ أبيها هربًا من الحوادث المُروِّعة التي طالَت قريتها الصغيرةَ في السلفادور؛ وهذه آنيتا تسافر مُمسِكةً بيدِ أمِّها هربًا من العنف والمُلاحَقة، وتعبر حدودَ الولايات المُتَّحِدة المُقفَلة في وجوه اللاجئين... كلٌّ يبحث لنفسه في المنفى عن وطن، وفي الغربة عن بيت. كما تفعل آنيتا الصغيرة التي تبتني لنفسها عالمًا كاملًا من نسج السحر والخيال، تلوذ به من الفقدِ والقسوةِ والألم، وتعيش فيه مع الملائكة والجنيَّات والأحبَّاء الغائبين.
وفي الخيال يكمن الصمود وطوق النجاة، مثلما يكمن سحر إيزابيل الليندي التي تنسج الحكايات ببراعتها المعهودة، وتجدلها في ضفيرة بديعة مُطعَّمة بالمعاني الإنسانية النبيلة، حيث تتلاقى مصائر شخوص الرواية وتتضافر الأحداث على اختلاف الأجيال والأمكنة واللغات.