تربية النحل حسب صمويل بيكيت
«عندما كلّفه صمويل بيكيت بترتيب أرشيفه وأوراقه، قرّر طالب دكتوراه شاب في الأنثروبولوجيا كتابة مذكراته الخاصة عن هذه التجربة. إنه بيكيت غير متوقَّع يكتشفه كل يوم: عاشق كبير للشوكولاته الساخنة مع خزانة ملابس باهظة، ولاعب بولينغ ومربي نحل متعطش». أطلق مارتان باج العنان لخياله، وبدأ يطرح الكثير من الأسئلة عن شخصية الكاتب اليوم، وصورته، وإرثه الأدبي. إنه بيكيت الجديد، المختلق هو ما نقرأه هنا في هذه الرواية الفريدة.
لقد بدت تلك اللقاءات بين طالب الدكتوراه وبيكيت غريبة ومدهشة بالنسبة له، لدرجة أنه سجَّل يومياته حتى لا ينسى أي شيء. بيكيت الذي يصفه، هو في الواقع بعيد كل البعد عن الرجل المتقشف الذي نعرفه: ذوّاقة مُحبّ للشوكولاته الساخنة، ويملك خزانة ملابس باهظة. يمكن أن يكون مربي النحل هو مارتان باج نفسه الذي، مثل الخيميائي، يصنع عسله من هذا اللقاء. إنه يلعب بالفخاخ التي تنزلق بسهولة بين الخيال والواقع، بين العمل وحياة مؤلفه. والنتيجة هي هذه الرواية - الحكاية الجريئة، المضحكة، الذكية، المبهجة والصعبة.
مارتان باج، روائي وناشر فرنسي وُلد عام 1975، قضى شبابه في الضواحي الجنوبية لباريس. يعيش حالياً في نانت، في منطقة «توت آد - دولون». بعد مسار دراسي متعثر حاول دراسة الكثير من التخصصات، لكنه لم يحصل على أي شهادة جامعية. نُشرت روايته الأولى «كيف أصبحت غبياً» في عام 2001، فنال بها شهرة عالمية واسعة، وتُرجمت إلى كثير من اللغات من بينها العربية. تبعتها روايات: «اليعسوب البالغ من العمر ثماني سنوات»، و«سنألف نهايات العالم»، و«ربما هي قصّة حب»، و«اختفاء فرنسا وولادتها الجديدة في أفريقيا»، و«فن العودة إلى الحياة»، و«تربية النحل حسب صمويل بيكيت». ألّف أيضاً للأطفال: «محادثة مع كعكة الشوكولاته»، و«أنا زلزال»، و«معركة ضدّ سريري»، و«اللقاء المجنون بين فلورا وماكس»، و«تصريح أن تكون طفلاً»... وله في الشعر مجموعة واحدة عنوانها «حادثة بيني وبين العالم».