جبل الروح
"جبل الروح" هي بمثابة أوديسة في ريف الصين، حيث يفتّش الكاتبُ عن جبل على حدود الخيال والحقيقة، وخلال ترحاله الدائم يروي الخفايا الإيطورية الشمانية التي لا تزال حيّة في الأذهان، والحكَم الطاويّة، وقصصاً فرديّةً حيث كلُّ شخصيّة مرآةٌ لأخرى.
"جبل الروح" روايةُ حجّ وجوديّ وروحانيّ، ووثيقةٌ أدبيّة لا تشبه إلاّ نفسَها، إنّها سفران: سفرٌ في الصين الأبديّة، وسفرٌ داخليّ يرتقي فيه الكاتبُ بجبل روحه من خلال تعدّد الأصوات والأنواع الأدبيّة والتأمّل في الذات، وهذه الرواية تُذكّر الكتّابَ بمسعى الرومنطيقيّة الألمانيّة الهادف إلى خلق قصيدة كونيّة.
تتخذ هذه الترجمة لرواية "جبل الروح" قيمة إستثنائية تضاف إلى أهميتها بين الأعمال الأدبية المعاصرة، كونها من آخر الأعمال التي عمل على ترجمتها الراحل الكبير بسام حجار الذي - إضافة إلى نتاجه الادبي الخاص - أغنى المكتبة العربية ببعض أفضل الترجمات خلال العقود الماضية وأجملها، وأدخل حساسية جديدة إلى فن الترجمة، شكَّلت مدرسة حقيقية يصعب تجاهلها في العالم العربي.
مكتوبةً بلغة موسيقيّة، تطالب هذه الروايةُ المشبَّعةُ بروح الشرق الأقصى، بحصّتها من الحداثة الأدبيَّة، إنّها روايةٌ أشبهُ بميلوديا مكتملة، متفلّته من كلّ القواعد، متحرّرة من كلّ لغة خشبيّة، ولكنّها وفيّة أيضاً للتراث الروائيّ الصينيّ الجامع بين القصص الخرافيَّة ومذكّرات الرهبان البوذيّين والأغاني والموشَّحات الشعبيَّة؛ وتجدر الإشارة أن هذه الرواية قد حازت على جائزة نوبل للآداب عام 2000...