راقصة داعش
تعتبر رواية "راقصة داعش" للكاتبة اللبنانية أسماء وهبة الأولى في مجال الكتابة الأدبية الروائية عن تنظيم الدولة الإسلامية خصوصا أنها مستوحاة من قصة حب حقيقية بين نازحة سورية ومقاتل في داعش!
وبناء على ذلك رسمت الكاتبة خطين دراميين: يتعلق الأول بالبطلة "بتول" التي أجبرت على ترك بلدتها منبج في سوريا قبل أن تجتاحها داعش لتعيش حياة اللجوء في عرسال. وفي هذه البلدة الحدودية اللبنانية نرى سيطرة داعش على الناس ونكتشف كيف انضم بعض النازحون والعراسلة اليها طوعا أو كرها ودخول المسلحين والأسلحة وخروجهم منها قبل احكام الجيش اللبناني سيطرته على عرسال.
وفي مقابل ذلك نرى بطل الرواية "عمر" الذي قرر في لحظة غضب بعد وفاة والدته الانضمام الى داعش، مرورًا بحكايات مقاتلين أعلنوا ولائهم الى الدولة الإسلامية بحرق جوازات سفرهم، وتطبيق داعش لما يعرف بـ "الحدود الاسلامية" في الرقة، وكيف تستقطب المقاتلين حول العالم، وصولا الى اثبات "عمر" ولائه للدولة الاسلامية بذبح أحد الصحفيين وقتل ضابط في الجيش السوري بإغراقه حيا.
باختصار تحكي الرواية حكايات اللاجئين السوريين على طرق الاشتياق الى وطنهم بين بلدة عرسال اللبنانية وتركيا والرقة الممهورة بالدم والدموع.
تحدثت الرواية أيضا عن ما يعرف في أوساط داعش بـ "الفرقة النسائية" التي تجول في شوارع الرقة لتعنيف النساء ومراقبتهن والتي تعمل في الوقت عينه على استقبال "المهاجرات" الأجنبيات ووضعهن في معسكرات خاصة تحت حراسة مشددة قبل نقلهن الى الرقة وتزويجهن بالمقاتلين هناك، حتى نجد أنفسنا قبل نهاية الرواية أمام حكاية السبية السورية التي اشتراها المقاتل الداعشي "عمر" ثم اغتصبها في منزله كما يفعل زملاءه في التنظيم، ثم ينتهي كل شيء باشتعال حرب عرسال بين الدولة الاسلامية وجبهة النصرة من جهة والجيش اللبناني من جهة أخرى.