طنجرينا
هذه رواية عن مدينة «طنجة»، المدينة التي تقع على تقاطع بحار وقارات، تقاطع أعراق وثقافات وعادات وأمزجة، غنية على نحو يجعلها منفردة لا شبيه لها بين المدن في كل الأزمان: في الزمن الاستعماري وفي الزمن الراهن.
تجري أحداث هذه الرواية في مدينة «طنجة» برواية الشخصية الرئيسة «سيبولبيدا»: مُدرّس اللغة الإسبانية في معهد سرفانتس، بزمنين متباعدين: سنة 1956 وهو تاريخ استقلال المدينة، حيث تظهر حركة الإسبان الفارّين من الحكم الدكتاتوري في بلدهم إلى طنجة، وقلقهم على مصيرهم بعد الاستقلال. وسنة 2002 حيث يقوم ألبيرتو ماركينا، أحد أصدقاء سيبولبيدا، بزيارته في طنجة، فيتعرض لتهمة تحرش، ويودع السجن. فيقوم صديقه عبر عملية معقدة بتتبع (السر) وراء التهمة الملفقة، لنكتشف بعداً سياسياً ومخابراتياً للعملية.
تجري الأحداث في زمنين متباعدين، إنما، وبفعل حِرفيّة الكاتب وحيوية الشخصيات، فإن الأحداث في الزمنين تبدو وكأنها تجري معاً وفي الوقت نفسه؛ حياة الآباء وحياة الأبناء، وما يربط الزمنين معاً هو حضور الروائي المغربي «محمد شكري» صاحب رواية «الخبز الحافي» الشهيرة في الرواية، فهو صديق «سيبولبيدا» وصديق والديه أيضاً!
هنا لسنا أمام رواية فحسب، من حيث هي أحداث يقوم بها أشخاص في رقعة جغرافية ما وزمن ما، بل هي، إضافة إلى ذلك، كتاب سوسيولوجي وتاريخي وسياسي وثقافي، مشوّق ومثير على نحو يثير الدهشة.