مجلة قنبز هي أكثر بكثير من مجلةٍ عادية. فالعدد الأوّل منها هو عالمٌ متكامل وشامل لموضوع حبيبٍ على قلب الدار منذ “طير يا طير”، ألا وهو الطيران.
على امتداد أكثر من 180 صفحة، بلغةٍ تمزج بين العامية اللبنانية والفصحى وعبر حلقاتٍ مختلفة جدًّا (قراءات تاريخية، معلومات علمية، قصص مصورة، تجارب تقنية، فنونٌ وخطّ…) يجول القارئ، صغيرًا كان أم كبيرًا، على كل مفاهيم الطيران والحركة والسفر بشكل عام: تاريخ السينما، قصّة فندق بارون في حلب، الحشرات في العنبر، الهيليوم، السيارات الطائرة، حمام الرسائل، إيكاروس اليوناني، المنطاد، محميات العصافير، تحفة النسر المحلّق… بالفعل لا يملّ القارئ من الموضوع مع تنوّع هذه المقالات. فتنجح المجلة في أن تجعل اللغة العربية والتراث المحلي محبوبَين عند الأولاد، فهم لن ينسوا على سبيل المثال لفظًا صوتيًّا مثل وَكْوَكْ.
في كل حلقة هناك صلة مع مواد مرئية ومسموعة موجودة على الموقع الإلكتروني للمجلة، ما يسمح بإغناء المعلومات. ومع ذلك بالإمكان الاكتفاء بقراءة النسخة الورقية لمتابعة الموضوع.
إلى جانب ذلك، ولكي تكون المجلة حقًّا تفاعلية، أضيفت إلى بعض المقالات أعمالٌ تطبيقية ورقية (في كتيّب خاص). فيقودنا موضوع الهيليوم مثلًا إلى لعبةٍ طريفةٍ في الرياضيات، حيث علينا إيجاد عدد بالونات الهيليوم اللازمة لرفع القارئ بحسب وزنه.
تُعرّفنا المجلة على خطوطٍ عدّة مميّزة، منها خطّ الحروف المنفصلة وقد استُخدم في العناوين، وهو خطٌّ قد نستصعب قراءته بعض الشيء. من ناحيةٍ أخرى، لم نفهم لماذا أتت بعض الكلمات بلونٍ مختلف…
تتمتع المجلة بجودة عالية في التنفيذ والإبداع الفني، بالرغم ممّا يبدو كخطأٍ مطبعيٍّ في صفحات النصوص حيث حذف القسم الأعلى من الكلمات… أمّا وفرة المقالات وعنصر التشويق فيها، فيجعلانا ننتظر العدد التالي.